السادة الوزراء،
السادة السفراء،
أيها الضيوف الكرام،
أصدقائي الأعزاء، أسرتي، زملائي
أيها السادة و السيدات،
أهلا وسهلا بكم، أشكركم على انضمامكم إلينا في هذا الحدث الخاص جدا – افتتاح مبني سفارة جديدة للشعب الأمريكي في الجمهورية الإسلامية الموريتانية. من هذا الموقع، سأواصل أنا وزملائي تعزيز العلاقات الوثيقة القائمة على المصالح المشتركة وحسن النية بين شعبينا و حكومتيهما وبين الرئيس ترامب والرئيس محمد ولد عبد العزيز.
سمع بعضكم بقصة زيارتي الأولى لبلدكم الرائع. في عام 1984، و عندما كنت أعمل كمتطوع في فيلق السلام بالسنغال، قررت زيارة أحد زملائي المتطوعين العاملين بالقرب من مدينة كيهيدي، وبمجرد وصولنا منتصف الطريق في النهر، أخبرنا صاحب القارب أنه قرر مضاعفة ثمن التذكرة. اعترضت علي قراره، و عندما رأيت ضابط شرطة موريتانيا على الضفة البعيدة للنهر، قلت لصاحب القارب أننا سنحيل نزاعنا إليه كي يحله. فعلنا ذلك وكان قرار الضابط لصالحي، حيث قام بتوبيخ صاحب القارب! إن ذكريات الحفاوة وكرم الضيافة التي تلقيتها من الموريتانيون الذين التقيت بهم في تلك الزيارة بقيت معي منذ ذلك الحين. و بعد ثلاثين عاما، عدت إلى موريتانيا سفيرا للولايات المتحدة الأمريكية.
و بهذه المناسبة أود أن أذكر بعض الحقائق عن العلاقات بين الولايات المتحدة وموريتانيا. أعترف رئيس الولايات المتحدة دوايت أيزنهاور باستقلال موريتانيا وعين سفيرنا الأول في 28 نوفمبر 1960، حينها كانت الولايات المتحدة أول دولة تعترف رسميا باستقلال موريتانيا، وكان أول سفيرين لنا في موريتانيا، هنري فيلارد وفيليب كايزر، أنداك مقيمين في داكار بالسنغال. في عام 1961، أصدر رئيس الولايات المتحدة الأمريكية جون كينيدي أوامر ببناء سفارة أمريكية في نواكشوط على الأراضي المتاحة بجوار المبني الرئاسي الموريتاني. وفي عام 1962، رشح الرئيس كينيدي ويليام إيغلتون ليكون أول سفير مقيم للولايات المتحدة في نواكشوط. على مدى السنوات ال 55 الماضية، عاش 19 سفيرا أمريكيا وعملوا في سفارتنا بجوار جيراننا بالسفارة الإسبانية والألمانية والرئاسة الموريتانية. إذا وافق مجلس الشيوخ على ترشيحه، فسوف يصبح صديقي مايكل دودمان السفير الأمريكي الثاني والعشرين في موريتانيا، و السفير الأمريكي ال 20 المقيم، وأول سفير أمريكي يعمل في هذا المبنى الجديد الرائع. سنحتفظ بمباننا القديم بجوار الرئاسة ليكون مقر إقامة سفير الولايات المتحدة الأمريكية و مقر للمدرسة الأمريكية الدولية في نواكشوط.
خلال تاريخ موريتانيا كدولة مستقلة، كان دبلوماسيونا وزملاؤنا الموريتانيون يعملون هنا في سفارة الولايات المتحدة من أجل تعزيز الصداقة بين شعبينا وحكوماتهم. لقد كان لتاريخ موريتانيا تأثير في سفارتنا، ففي عام 1976، هبطت ثلاث قذائف هاون أطلقها مقاتلو البوليساريو داخل مبني السفارة. لم يصب أحد، ولكن حديقة خضروات السفير هدمت! في عام 2003، تضرر مبني السفارة من الخارج في أعمال العنف المأساوية التي أعقبت محاولة فاشلة للسيطرة على السلطة بشكل غير قانوني.
لقد أقمت أنا وزوجتي صداقات وثيقة مع الموريتانيين الذين التقينا بهم. لدينا العديد من الذكريات الجميلة من رحلاتنا في جميع أنحاء هذا البلد الشاسع. سوف ينتهي وقتنا هنا قريبا مع الكثير من الحزن ولوعة الفراق. نحن ممتنون جدا لصداقتكم و لن ننسى كرم الضيافة و الحفاوة هنا.
أشكر السفير ويليام موسر، والسيد بنيامين ديل، وزملائهم على تجشمهم عناء السفر من واشنطن ليشاركونا هذا الحدث الهام الليلة. السفير موسر، بوصفه المسؤول التنفيذي لجميع مباني الحكومية الأمريكية في الخارج، لعب دورا رئيسيا من أجل أنجاح إنجاز مشروع البناء هذا، الذي يعد أكثر المباني تطورا من الناحية التكنولوجية في موريتانيا. أود أيضا أن أشكر زملائي الذين عملوا بجد لتنظيم هذا الاحتفال. و الشكر موصول لزوجتي ديبورا التي ترافقني الليلة، و التي عاشت معي كل الأوقات الجميلة التي استمتعنا بها معا في موريتانيا.
قبل الختام، أتوجه بالشكر إلى الفنانين الموريتانيين الذين يجعلون هذا المساء أكثر تميزا ، نورا منت السيمالي و فاما أمباي، أنا معجب بعروضكم الجميلة وكل ما تقومان به لجلب ثقافة موريتانيا الغنية إلى العالم. نحن فخورون بقبولكم دعوتنا للغناء في هذه الليلة الخاصة جدا.
عاشت الصداقة بين موريتانيا والولايات المتحدة الأمريكية.