مقال للسفيرة كيرتش بمناسبة يوم عطلة التاسع عشر من حزيران/يونيو

وافق الكونجرس الأمريكي مؤخرًا على أول عطلة فدرالية جديدة في الولايات المتحدة منذ ما يقرب من 40 عامًا. وفي هذا السياق، صوت مجلس الشيوخ ومجلس النواب في وقت سابق على اعتبار ” التاسع عشر من شهر حزيران/يونيو” عطلة فيدرالية جديدة. وعندما وقع الرئيس بايدن على القانون في 17 يونيو الماضي لكي يصبح ساري المفعول، أكد أنه: “يمكن لجميع الأمريكيين أن يشعروا بقوة هذا اليوم وأن يتعلموا من تاريخهم.”

سينثيا كيرشت سفيرة الولايات المتحدة لدى الجمهورية الإسلامية الموريتانية
سينثيا كيرشت سفيرة الولايات المتحدة لدى الجمهورية الإسلامية الموريتانية

ويعتبر يوم 19 يونيو أو “جونتينث” يوم للتأمل والاحتفال بنهاية العبودية في الولايات المتحدة. فقد وقع الرئيس لينكولن يوم 1 يناير سنة 1863 إعلان تحرير العبيد وإلغاء العبودية. ومع ذلك لم يتم العمل بإشعار الحرية هذا في جميع أنحاء البلاد إلا بعد عامين ونصف أي يوم 19 يونيو 1865. ومنذ ذلك الحين لم يعد يوم التاسع عشر من يونيو يشير فقط إلى النهاية الفعلية للعبودية ولكن أيضًا الى حقيقة أن الحرية والعدالة قد تأخرتا لفترة طويلة جدًا بالنسبة لعدد كبير جدًا من الأشخاص.

ان الاحتفال بيوم 19 من يونيو يذكرنا كأمريكيين بمسؤولياتنا في التعامل مع إرث العبودية داخل مجتمعنا ومعالجة الحواجز التي تحول دون المساواة الكاملة والعدالة للأمريكيين من أصل أفريقي. إنه أيضًا يوم للاحتفال بالمساهمات الجبارة للجالية الأمريكية من أصل أفريقي لأمتنا في مواجهة المحن المستمرة والعنصرية المنهجية.

وكما أكد الرئيس بايدن فان الولايات المتحدة تتخذ خطوات ملموسة لاستئصال والقضاء على العنصرية المؤسسية القائمة ومواجهة انعدام المساواة المتجذر. ويبدأ ذلك بإلزام أنفسنا بالتقيد بأعلى معايير المساءلة الممكنة بشأن التزاماتنا والاعتراف بإخفاقاتنا والتعامل معها بشفافية. كما يعني أيضا احترام القيم العالمية للمساواة أمام القانون والاندماج – واحترام جميع الناس بغض النظر عن أعراقهم وعقائدهم وخلفياتهم.

ان يوم 19 حزيران/يونيو ليس يوما لاحتفال بالنصر بل هو تأكيد على القوة والمرونة وتذكير بأنه يجب علينا مواصلة العمل من أجل تحقيق المساواة والاندماج بلا كلل حتى عندما لا يكون ذلك سهلاً. فكما قال الدكتور مارتن لوثر كينغ جونيور فان “قوس الكون الأخلاقي طويل، لكنه ينحني نحو العدالة” وأنا أشارك الدكتور كينغ تفاؤله مدركة أن جهودنا المستمرة ضرورية لجعل القوس ينحني. فقد يستغرق التغيير وقتًا طويلاً، ولكنه سيحدث بالفعل وبالعمل معًا يمكننا ضمان انحناء قوس الكون الأخلاقي نحو العدالة كما تصور الدكتور كينج.