خطاب السفير دودمان بمناسبة عيد الاستقلال

July 4th 2020

أصدقائي الأعزاء، زملائي،
مساء الخير،
• يحتفل الأمريكيون كل عام في الرابع من شهر يوليو بعيد استقلال بلدهم ونظرا للوضع الصحي الحالي لم ننظم الليلة الحفل التقليدي للاحتفال بهذا الحدث المهم مما سيفوتني فرصة رؤية العديد من الأصدقاء والزملاء، إلا أنني ممتن لأن كلمتي هذا العام يمكن أن تصل عددا أكثر من الموريتانيين. أشكر التلفزة الموريتانية على تغطيتها لهذه الكلمة.
• إننا لا نحتفل هذا العام بالذكرى الـ244 لاستقلال أمريكا فحسب، بل أيضا بالذكرى الستين لاستقلال موريتانيا وهذا يعني أننا نخلد أيضًا الذكرى الستين للشراكة القوية بين دولتينا. أنا فخور لأن الولايات المتحدة كانت أول دولة تعترف باستقلال موريتانيا. إن الشراكة التي أقامها الرئيس أيزنهاور، ثم الرئيس كينيدي، مع الرئيس المختار ولد داداه مستمرة اليوم.
• لقد مررنا للتو بذكرى مرور سنة على الانتخابات التاريخية التي أوصلت الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني إلى السلطة. أود أن أجدد تهنئتي للرئيس غزواني والشعب الموريتاني على نجاح انتخابات العام الماضي والانتقال السلمي للسلطة. تحيي الولايات المتحدة ذلك الدرس الديمقراطي والمثال القوي الذي أعطته موريتانيا لدول أخرى في المنطقة.
• إنني مسرور جدا بعملي بشكل وثيق مع حكومة الرئيس غزواني خلال العام الماضي. لقد حققنا معًا تقدمًا مهمًا نحو تحقيق أهدافنا المشتركة في تعزيز الأمن والازدهار والعدالة لمواطني بلدينا.
• إن تمرين فلينتلوك الناجح جدًا الذي نظمناه معا في شهر فبراير الماضي لمدة أسبوعين لهو خير دليل على متانة شركتنا الثنائية. لقد عمل بنجاح 1500 جندي من 30 دولة جنبًا إلى جنب لبناء المهارات اللازمة لمحاربة الإرهاب. وقد كان تمرين فلينلوك مثالاً ممتازًا لشراكتنا القوية ولدور موريتانيا المتنامي كقائد في المنطقة.
• نهنئ الرئيس غزواني على قيادته الحكيمة لمجموعة دول الساحل الخمس كما رأينا في القمة هذا الأسبوع في أنواكشوط. تواصل الولايات المتحدة دعمها القوي لعمل المجموعة ولقوتها المشتركة.
• إن مجموعة الساحل ال5 تعي جيدا أن تحقيق الأمن الدائم يتطلب أكثر من مجرد جهود عسكرية؛ إنه يتطلب تحقيق التنمية الاقتصادية ومكافحة الفقر وانعدام الأمن الغذائي التي تؤثر على عدد كبير جدا في منطقة الساحل. كما تتطلب أيضا تحقيق العدالة والاحترام الكامل لحقوق الإنسان، وقد كانت كل هذه القضايا في صميم الحملة الانتخابية للرئيس غزواني وتشكل أسس جدول أعمال حكومته وهي في صميم الشراكة بين الولايات المتحدة وموريتانيا.

• إن الأحداث التي شهدها بلدي الشهر الماضي – مثل القتل المأساوي لجورج فلوريد على أيدي الشرطة والاحتجاجات التي تلت ذلك – تذكرنا بأن الولايات المتحدة لا تزال تعاني من مخلفات العبودية وهو أيضا تذكير بأن العنصرية والتمييز لا يزالان يمسان الكثير من الأمريكيين السود على الرغم من التقدم الذي أحرزناه في السنوات الخمسين الماضية. ولكن خارج هذه الأحداث، ينخرط بلدي الآن في نقاش مكثف للغاية حول التدابير الجديدة لمعالجة التركات المقلقة الناشئة عن العبودية في أمريكا وهو أمر مشجع للغاية.
• يمكن للموريتانيين أن يتابعوا النقاش الجاري في بلدي لأنكم منخرطون في عملية مماثلة. إن الجهود الجارية لتعزيز الوحدة الوطنية وتحقيق العدالة وتحسين التعليم وخلق فرص اقتصادية أكبر كلها ضرورية لمعالجة إرث موريتانيا من العبودية والتمييز.
• لقد أصدرت حكومة بلدي الشهر الماضي تقريرها السنوي بشأن الاتجار بالبشر وأنا سعيد للغاية لأن هذا التقرير، مثل التقرير السنوي لحقوق الإنسان الذي صدر في وقت سابق من هذا العام، اعترف وأثنى على الجهود المتزايدة التي تقوم بها الحكومة الموريتانية لحماية حقوق الإنسان. فبالرغم من أنه لا تزال هناك العديد من التحديات في بلدكم، تمامًا كما هو الحال في بلدي. إن النقاش الصريح والسلمي حول هذه القضايا هو أفضل وسيلة لكلا بلدينا للمضي قدما وتحقيق تقدم في هذا المجال. ستواصل الولايات المتحدة دعم وتشجيع جهود موريتانيا لتعزيز الاحترام والاندماج وتحقيق العدالة وخلق الفرص لجميع مواطنيها.

• اسمحوا لي أن أتوقف قليلا للتحدث عن القضية التي أجبرتنا على الاحتفال بعيد استقلالنا بهذه الطريقة الافتراضية، ألا وهي أزمة فيروس كورونا التي أثرت تأثيرا كبيرا على بلدينا. وفي هذا السياق، يسعدني أن أذكركم أن الولايات المتحدة لديها تاريخ طويل وزاخر في مجال دعم الصحة العامة في جميع أنحاء العالم، وخاصة في أفريقيا. فعلى سبيل المثال، هنا في موريتانيا، تم تدريب العديد من الاخصائيين في مجال الأوبئة من قبل المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض وهم في غاية الأهمية لجهود اختبار الكشف عن فيروس كورونا. كما سعدت جدًا بتسليم وزارة الصحة الأسبوع الماضي مواد اختبار عالية الجودة لدعم استجابة الحكومة الموريتانية لهذه الجائحة.
• وبما أن الولايات المتحدة دولة تتميز بديناميكية قطاعها الخاص ومجتمعها المدني، فيجب التنويه إلى أن الدعم الأمريكي للصحة العامة يعني أكثر بكثير من مجرد المساعدة الحكومية. فعلى سبيل المثال، مؤسسة جيتس الخيرية نشطة للغاية في مجال دعم الجهود في موريتانيا وأماكن أخرى في أفريقيا لتحسين قدرات الاستجابة لجائحة كورونا.
• أصدقائي الأعزاء، إن الولايات المتحدة وموريتانيا، على الرغم من أن المحيط يفصل بينهما إلا أنهما يتشابهان كثيرا. فعلى مدى الاثني عشر شهرًا الماضية، أصبحت هذه الشراكة التي تبلغ من العمر ستين عامًا أقوى وأعمق وأكثر أهمية لكلا البلدين. ما زلت متفائلاً جدا بشأن مستقبل موريتانيا. أنا وزوجتي، جون، متحمسون جدًا للخدمة هنا والعمل مع الجميع للدفع بشراكتنا إلى الأمام.
• شكرا لانضمامكم إلينا للاحتفال بعيد استقلالنا. عاشت الشراكة بين الولايات المتحدة الأمريكية والجمهورية الإسلامية الموريتانية!
• الرجاء ارتداء الكمامات لحماية أنفسكم وعائلاتكم ومجتمعكم
شكرا على حسن استماعكم.